the Imposter syndrome « متلازمة المحتال »

the Imposter syndrome « متلازمة المحتال »

 

لماذا يشعر محدودي القدرات باستحقاق مبالغ فيه بينما يشعر اصحاب القدرات العالية بشعور مزمن بالدونية؟
لا يوجد تعلم بدون وجود دافع
ودافع الطفل الأول للتعلم هو الشعور بالحب والقبول والتقدير فعقله لا يستطيع ان يؤجل المتعة اللحظية مقابل المنفعة البعيدة المدى
فلو تم تقديم الشعور بالحب والقبول والتقدير بصورة مبالغ فيها، فقد الطفل اهم حافز لديه لبذل المجهود واكتفى بالحب الذي يقدم له بأغداق فسوف يصير كنبات تم اغراقه بالماء فتوقف عن النمو.
ينضج جسد الطفل فيصير راشدا بداخله عقل طفل لم يتم تدريبه على بذل أية مجهود فهو يكفي لمجرد انه « هو »
فيتبنى عقله شعار  » انا أكثر من كافي ولست مضطرا للقيام بأي شيء » « 
يظن ان الاخرين سيغرقونه بالحب بلا أي مقابل كما اعتاد منذ الصغر وعندما لا يحصل على ما يريد يصاب بنوبات من الغضب الشديد كطفل مدلل لا يعرف معنى المنع والتحكم ويظن أن الاخرين يتآمرون عليه لأسقاطه!
يحدث له نوع من انواع الانفصال عن الواقع، فعقله يترجم له ما يراه بطريقة لا تعكس الحقيقة .
مرآته الداخلية تنقل له صورة مختلفة عن تلك التي يراه بها الاخرين فتعكس صورة لنفسه أكبر مما يبدو عليه وتعكس صورة الاخرين لتبدو أقل مما هم عليه في الواقع.
فلا يحتاج الى بذل مجهود او تعلم ما هو جديد او التحسين من قدراته الا في اضيق الحدود وبما يعطى نتائج واضحة وصريحة ومباشرة.
بداخله شعور مزمن بالعظمة يجعله ينفصل عن الواقع الذي لا يتوافق مع تلك القناعة وتصبح تلك هي لعنته في الحياة فيما بعد
فبالرغم من انه يظهر السعادة والثقة لكنه يشعر انه داخل سجن وحوله اسوار عالية تصده عن أي تواصل حقيقي مع الاخر
أما الطفل الذي تم تعطيشه للحب واعطائه بعض القطرات التي لا تسد رمقه، سيزداد لديه الدافع لبذل مزيد من الجهد حتى لا يموت جفافا
لن يتوقف ابدا عن التعلم والاجتهاد والنمو
لكن ذلك لن يخفف من الجفاف بداخله
ولن يوقف ذلك الصوت الذي يصرخ بداخله معلنا
 » لن أكون كافيا ابدا و لابد ان استمر في المحاولة »
يحدث له هو الاخر نوع من انواع الانفصال عن الواقع
يبالغ في التحقير من انجازاته حتى يظنه الاخرين يكذب أو يعاني من السذاجة
انه لا يكذب، بل انه يعكس ما يراه في مرآته الداخلية التي تُظهر له باستمرار انه اقل مما يبدو بينما الاخر أكثر مما يبدو
يشعر هو الاخر بالانفصال وانه محاصر داخل سجن منيع من صنع أفكاره ويصده عن التواصل الحقيقي مع الاخرين.
شعور مزمن بالدونية يجعله يبرر أي نجاح يحصل عليه بأنه نتيجة للحظ او نتيجة للاحتيال والتلاعب بالأخرين حتى يحسم ذلك الصراع الذي لا يجد له سببا الا اعادة تأويل الحقيقة لتتماشي مع ما يراه فى مرآته!
ولكي يتم التخلص من تلك اللعنة
لعنة « الطفل الذي يبدو كالراشد « 
لابد ان يتم التخلص من مرآة الطفل بداخله
مواجهة تحتاج الى شجاعة حقيقية لتحمل الالم المصاحب للهبوط الى أرض الواقع والارتطام بالحقيقة
فأن رفض الهبوط الاختياري خوفا من الألم
لن يكون هناك مفر الا ان يتعرض لصدمة تهوى به الى القاع ليرتطم بقسوة حتى لا يكون أمامه مفر الا ان يعيد شتات نفسه ويبدأ في عملية اعادة الترميم
فعقلك ليس في الحقيقة عقلك حتى تقرر ان تعيد برمجته من جديد
فعقلك يحمل سم قاتل يجعلك دائما في حالة انفصال
ولن تتم عملية التطهير الا إذا خرجت من سجن افكارك واعدت الاتصال بالواقع بدلا من الهروب الى ما يغذى مشاعر الانفصال بداخلك عن طريق مواد أو اشخاص أو ممارسات فتتحطم تلك المرآة المشوهة داخل عقلك من قوة الصدمة
وعندما تفقد جزء من عقلك تأكد من ان ما فقدته هو عقل الطفل بداخلك حتى تغادر القاع متجها الى أعلى وانت تحمل بداخلك عقل راشد
عقل يمثل اختيارك ويعكس حقيقتك
فنعمة العقل هي الحرية في الاختيار والإرادة الحرة
فأختار أن تكون أنت

 

 

رانيه مصطفى محمود

3 réflexions sur “the Imposter syndrome « متلازمة المحتال »”

  1. فاطمه الحربي

    اولا اشكركم لانكم فتحتو هذا البلوق وشاركتونا عمق كلماتكم ممتنه لكم وممتنه لهذا الوعي والعمق في الطرح
    الطفل الذي فقد الحب كيف تتم مواجهة؟

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *