أن تكونَ على درايةٍ بكلّ شيءٍ عنك وداخل نفسِك دون اختيار 《 فهذا هو التّأمّل !》 ما أتحدّثُ عنه هو شيءٌ مختلفٌ تماماً تحريرُ العقل من خلال اليقظةِ الشّديدة، من جميع ردودِ أفعالهِ وبالتّالي تحقيق حالة من الهدوء الدّاخلي دون سيطرةٍ، دون إرادةٍ متعمّدة إنّه فقط » العقلُ الشّديدُ الحساسية للغاية » الذي يمكن أن يكون هادئاً حقّاً؛ وليس عقلاً يشلّه الخوفُ أو الحزنُ أو الفرحُ أو الامتثالُ لمطالبَ اجتماعيّةٍ ونفسيّةٍ لا حصر لها 《التّأملُ الحقيقيُّ هو أعلى أشكالِ الذّكاء》 لا يتعلّقُ الأمرُ بالجلوس القرفصاءِ في الزّاوية، وعينيك مُغمضتين، أو الوقوفِ على رأسك ، أو أيّ شيءٍ تفعله ؟ التّأملُ هو أن تكون مدركاً تماماً وأنت تمشي وأنت تركب في الحافلة وأنت تعمل في مكتبِك، أو في مطبخِك وتكون على درايةٍ تامّةٍ بالكلمات التي تستخدمها… والإيماءات التي تقوم بها وطريقة حديثك الطّريقة التي تأكل بها وكيف تعامل النّاس » أن تكون على درايةٍ بكلّ شيءٍ عنك وداخلَ نفسِك بدون اختيارٍ هو التّأمّل « إذا كنتَ على درايةٍ بالدّعاية السّياسيّة والدينيّة التي تستمرّ بلا توقّفٍ؛ مُدركًا للتّأثيرات العديدة فيك، فسترى مدى سرعة فهمِك وخلاصك من كلّ تأثيرٍ عندما تتلامس معه لكن قلّة قليلة من النّاس يذهبون إلى هذا الحدّ، لأنّهم مشروطون بتقاليدهم ؟ هذا صحيحٌ بشكلٍ خاصٍّ في بعض المجتمعات، حيث يجب على النّاس القيام بأشياءٍ معيّنة يجب أن يتحكّموا في الجسد تماماً، وبالتّالي يتحكّمون تماماً في أفكارِهم من خلالِ هذا التحكّم يأملون في الوصول إلى شيءٍ اسمُه: « الأعلى » لكنّ ما يصلون إليه سيكونُ نتيجةَ التّنويم المغناطيسيّ الذّاتي لكن ما أتحدّث عنه هو شيءٌ يتطلّب أعلى أشكالِ الذّكاء