السعادة تُقاس بما في الإنسان لا بما عنده

« إن السعادة تُقاس بما في الإنسان لا بما عنده، السعادة تُعاش بلغة الكينونة لا بمفردات الحيازة، فمن تغلب على الحاجة سرعان ما يقع تحت شرك التعاسة لأن ما تحصَّل عليه من كدحه وركضه يبدو له في النهاية شيئاً تافهاً وغاية في الصغر. لذلك وفي محاولة للتعويض، يندفع في كل الإتجاهات بحثاً عن الرفقة والصحبة، أي عن أصحاب ورفاق يشبهونه، فالطيور على أمثالها تقع كما يقول المثل، والشبيه يحن دوماً إلى شبيهه.
أما السبب في كل ذلك فهو فراغه الداخلي وصغر عقله وتواضع ذكاءه وخفوت همته الروحية.
وما أن يجد رفاقاً حتي يمضي معهم كل وقته في اللهو الذي انطلق باحثاً عنه في صنوف المتع……
فكن على يقين بأن هذا الصنف من الناس إنما يسعى عبثاً من خلال أفعاله، لدرء هذا الضجر الذي ينخره من داخله…..وعلى هذا النحو يقود الفقر الداخلي حتماً إلى فقر خارجي محقق »
 
—آرثر شوبنهاور / من كتاب : « فن العيش الحكيم »

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *